Logo Logo
الامام حسن العسکري (ع) سماحته وكرمه
الامام حسن العسکري (ع) سماحته وكرمه

الامام حسن العسکري (ع) سماحته وكرمه

سماحته وكرمه

نقل المؤرخون نماذج من السيرة الكريمة للإمام العسكري (ع) نذكر بعضاً منها :

1 ـ روى الشيخ الكليني والشيخ المفيد عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن موسى بن جعفر(ع): قال : ضاق بنا الأمر فقال لي أبي : امضِ بنا حتى نصير الى هذا الرجل ـ يعني أبا محمّد ـ فإنه قد وصف عنه سماحة .

فقلت : تعرفه ؟

قال : ما أعرفه ، ولا رأيته قط .

قال : فقصدناه .

فقال لي أبي وهو في طريقه : ما أحوجنا الى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم مائتي درهم للكسوة ومائتي درهم للدقيق ، ومائة درهم للنفقة .

وقلت في نفسي ليته أمر لي بثلاثمائة درهم ، مائة اشتري بها حماراً ومائة للنفقة ومائة للكسوة ، فأخرج الى الجبل .

قال ـ أي محمّد بن عليّ ـ فلما وافينا الباب خرج غلامه ، فقال : يدخل عليّ بن إبراهيم ومحمّد ابنه ، فلما دخلنا عليه وسلمنا ، قال لأبي : ياعليّ ما خلفك عنا الى هذا الوقت، قال : ياسيدي : استحييت أن ألقاك على هذه الحال ، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة، وقال: هذه خمسمائة درهم، مائتان لِلكسوة ، ومائتان للدقيق ، ومائة للنفقة وأعطاني صرة وقال : هذه ثلاثمائة درهم فاجعل مائة في ثمن حمار ، ومائة للكسوة ، ومائة للنفقة ، ولا تخرج الى الجبل ، وصر الى سوراء.

قال : فصار الى سوراء وتزوج بإمرأة منها فدخله اليوم ألفا دينار ومع هذا يقول بالوقف [1] .

2 ـ وروى إسحاق بن محمّد النخعي قال : حدثني أبو هاشم الجعفري قال : شكوت الى أبي محمّد (ع) ضيق الحبس وكلب القيد [2]  ، فكتب إلي أنت تصلي اليوم الظهر في منزلك ، فاُخرجت وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال ، وكنت مضيقاً فأردت أن أطلب منه معونة في الكتاب الذي كتبته فاستحييت ، فلما صرت إلى منزلي وجّه إليّ بمائة دينار ، وكتب إليّ: «اذا كانت لك حاجة ، فلا تستحِ ولا تحتشم واطلبها تأتك على ما تحب إن شاء الله» [3] .

3 ـ وعن إسماعيل بن محمّد بن عليّ بن إسماعيل بن عليّ بن عبد الله بن العباس قال : قعدت لأبي محمّد (ع) على ظهر الطريق ، فلما مرَّ بي شكوت إليه الحاجة وحلفت له أنّ ليس عندي درهم، فما فوقه ، ولا غذاء ولا عشاء قال : فقال (ع) تحلف بالله كاذباً وقد دفنت مائتي دينار ؟ ! وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطية ، أعطه ياغلام ما معك ، فأعطاني غلامه مائة دينار ثم أقبل عليّ فقال: إنك تحرم الدنانير التي دفنتها أحوج ما تكون إليها ، وصدق (ع) ، وذلك أنّي أنفقت ما وصلني به ، واضطررت ضرورة شديدة الى شيء أنفقه ، وانغلقت عليّ أبواب الرزق ، فنبشت عن الدنانير التي كنت دفنتها فلم أجدها فنظرتُ فإذا ابن عمّ لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب ، فما قدرت منها على شيء [4] .

المصادر:

[1] الكافي: 1/506.

[2] كلب القيد : شدته وضيقه .

[3] إعلام الورى: 2/140 .

[4] الإرشاد: 2/332.