Logo Logo
الامام حسن العسکري (ع) زهده وعبادته
الامام حسن العسکري (ع) زهده وعبادته

الامام حسن العسکري (ع) زهده وعبادته

زهده وعبادته

عُرف الإمام العسكري (ع) في عصره بكثرة عبادته وتبتّله وانقطاعه الى الله سبحانه واشتهر ذلك بين الخاصة والعامة ، حتى أنّه حينما حبس الإمام(ع) في سجن عليّ بن نارمش ـ وهو من أشد الناس نصباً لآل أبي طالب ـ ما كان من عليّ هذا إلاّ أن وضع خديه له وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً وإعظاماً فخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسن الناس قولاً فيه [1] .

ولما حبسه المعتمد كان يسأل السجّان ـ عليّ بن جرين ـ عن أحوال الإمام (ع) وأخباره في كل وقت فيخبره عليّ بن جرين أنّ الإمام(ع) يصوم النهار ويصلي الليل [2] .

عن عليّ بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد عن عليّ بن عبدالغفّار [3]  قال: دخل العبّاسيّون على صالح بن وصيف ودخل صالح بن عليّ وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عندما حبس أبا محمّد(ع) .

فقال لهم صالح: وما أصنع قد وكّلت به رجلين من أشرّ من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام الى أمر عظيم، فقلت لهما: ما فيه؟ فقالا: ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم اللّيل كلّه، لا يتكلّم ولا يتشاغل وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا ويداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلمّا سمعوا ذلك انصرفوا خائبين [4] .

وكان يتسوّر عليه الدار جلاوزة السلطان في جوف الليل فيجدونه في وسط بيته يناجي ربّه سبحانه .

إنّ سلامة الصلة بالله سبحانه وما ظهر على يدي الإمام من معاجز وكرامات تشير الى المنزلة العالية والشأن العظيم للإمام (ع) عند الله الذي اصطفاه لعهده والذي تجلّى في إمامته (ع).

المصادر:

[1] انظر الكافي : 1 / 508، الإرشاد: 2/329 ـ 330، إعلام الورى: 2/150.

[2] انظر مهج الدعوات : 330، عيون المعجزات: 125، وعن المهج في بحار الأنوار: 50/314.

[3] في الإرشاد أسند الرواية الى محمّد بن إسماعيل ولم يذكر عليّ بن عبدالغفار.

[4] الكافي: 1/512، الإرشاد: 2/334، إعلام الورى: 2/150 ـ 151، واللفظ للأوّل.