Logo Logo
الزهراء (س) كوثر الرسالة
الزهراء (س) كوثر الرسالة

الزهراء (س) كوثر الرسالة

الزهراء (س) كوثر الرسالة :

إنّ الكوثر هو الخير الكثير ، وهو يتناول بظاهره جميع نعم الله على النبيّ محمّد (ص) ولكن ما ذكروه في أسباب النزول بالإضافة إلى الآية الأخيرة من سورة الكوثر يشيران بوضوح إلى أنّ هذا الخير يرتبط بقيم الرسالة كما يرتبط بكثرة النسل ودوامه، وقد عرف العالم كلّه أنّ نسل رسول الله (ص) قد استمرّ في الأجيال وكثرُ عطاؤه المبارك من خلال ابنته الزهراء البتول كما صرّحت بذلك جملة من أحاديث الرسول (ص)[1].

وممّا رواه المفسّرون في هذا الصدد أنّ العاص بن وائل كان يقول لصناديد قريش: إنّ محمّداً أبتر لا ابن له[2] يقوم مقامه بعده، فإذا مات انقطع ذكره واسترحتم منه. وهذا قول ابن عباس وعامة أهل التفسير[3]، وبالرغم ممّا ذكره الفخر الرازي من اختلاف المفسّرين في معنى الكوثر هنا فإنّه قد صرّح قائلاً : « والقول الثّالث : الكوثر أولاده .. لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه (ع) بعدم الأولاد، فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان (ثم قال): فانظرْ ، كم قُتل من أهل البيت ؟! ثمّ العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني اُمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا (ع) والنفس الزكية وأمثالهم»[4].

وتدلّ آية المباهلة ـ الآتي ذكرها[5] ـ على أنّ الحسن والحسين ابنا رسول الله (ص) كما دلّت النصوص المتضافرة عن الرسول (ص) على أنّ الله تعالى جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه وجعل ذريّة الرسول الخاتم (ص) في صلب عليّ بن أبي طالب(ع)[6] وروت الصحاح عن النبيّ (ص) أنّه قال للحسن بن عليّ (ع) : «إنّ ابني هذا سيّد، ولعلّ الله يصلح به بين فئتين عظيمتين»[7].

المصادر:

[1] والنصوص الدالة على ذلك هي النصوص التي جاء فيها أنّ الرسول المصطفى((ص)) قد جعل الله ذرّيته في صلب عليّ ونسل عليّ الذي يعتبر نسل رسول الله((ص)) إنّما يكون من ذريّة فاطمة((س)) ومنها النصوص التي ذكرت أنّ المهدي من ولد رسول الله((ص)) ومن ولد فاطمة((س)) .

[2] وذلك بعد أن مات ابنه عبدالله من خديجة فلم يبق له أحد من الذكور.

[3] تفسير جوامع الجامع 3: 856 .

[4] التفسير الكبير : 32 / 124.

[5] سورة آل عمران (3) : 61.

[6] ذخائر العقبى: 67 .

[7] مسند أحمد 5: 49 .