Logo Logo
شخصية السيّدة خديجة « اُمّ فاطمة »(ع)
شخصية السيّدة خديجة « اُمّ فاطمة »(ع)

شخصية السيّدة خديجة « اُمّ فاطمة »(ع)

شخصية السيّدة خديجة « اُمّ فاطمة »(ع)

السيّدة خديجة بنت خويلد زوجة النبيّ الاُولى ولدت من أبوين قرشيين من أعرق الاُسر في الجزيرة العربية، وقد اجتمع لها بالإضافة إلى هذا النسب الرفيع، الذكر الطيب والخلق الكريم والصفات الفاضلة، وبلغ من علوّ شأنها أنّها كانت قبل أن تتزوّج بالنبيّ (ص) تُعرف بالطاهرة وبسيّدة نساء قريش، وهي مع ذلك كانت من أثرياء قريش وأوسعهم جاهاً ومفطورة على التديّن بعاملي الوراثة والتربية ، فأبوها خويلد هو الذي نازع ملك اليمن ( تُبّعاً الآخر ) حين أراد أن يحمل الحجر الأسود معه إلى اليمن، فتصدّى له ولم ترهبه قوّته وكثرة أنصاره حرصاً منه على هذا النسك من مناسك دينه[1] .

وأسد بن عبد العزى ـ جدّ السيّدة خديجة ـ كان من المبرّزين في حلف الفضول الذي تداعت له قبائل من قريش ، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكّة مظلوماً من أهلها أو غيرهم ممّن دخلها من سائر الناس إلاّ قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى تُرد مظلمته ، وقد قال رسول الله (ص) : « لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحبّ أنّ لي به حمر النعم ، ولو اُدعى به في الإسلام لأجبت »[2].

وابن عمّها ورقة بن نوفل كان يعكف على دراسة كتب النصارى واليهود، ويعمل بما يستحسنه منهما، لا لأنه كان يعاشر النصارى واليهود، ولا لأنّ مكّة كانت مقراً لهما، بل لأنّه كان يسخر من عبادة الأصنام والتماثيل ويبحث عن دين يطمئن إليه.

إذن كانت السيّدة خديجة من اُسرة عريقة معروفة بالعلم والديانة، وكان ذووها على الحنيفيّة دين إبراهيم (ع) ، وممّن ينتظرون ظهور الدين الحقّ في بلاد الجزيرة العربية[3].


المصادر:

[1] سيرة الأئمة الإثني عشر ، للسيد هاشم معروف الحسني : 1 / 42 .

[2] تاريخ اليعقوبي 2: 17 .

[3] تاريخ مدينة دمشق 63: 3 ـ 5 .