Logo Logo
فاطمة (س) في شِعب أبي طالب (ع)
فاطمة (س) في شِعب أبي طالب (ع)

فاطمة (س) في شِعب أبي طالب (ع)

فاطمة (س) في شِعب[1] أبي طالب (ع) :

لمّا رأت قريش أنّ أصحاب الرسول (ص) قاوموهم وتحمّلوا أذاهم ، وأنّ الإسلام أخذ يعلو شأنه وينتشر في القبائل ، وعجزوا عن صدّه; ائتمروا بينهم على قتل الرسول (ص) ، فلمّا أحسّ أبو طالب بذلك إنحاز إلى شِعبه، واجتمع إليه بنو هاشم وبنو عبد المطلب ليحموا الرسول (ص) وكان حمزة عمّ النبيّ (ص) يحرسه حتى الصباح ، فحاصرتهم قريش حصاراً اقتصادياً شديداً ، وكتبوا بينهم كتاباً يتعاقدون فيه على أن لا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم شيئاً ، فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثاً حتى جهدوا ، لا يصل إلى أحدهم شيء إلاّ سرّاً ، والجوع يشتد ببني هاشم ويتعالى صراخ الأطفال الجياع أحياناً.

في هذا الظرف العصيب والقاسي قضت الزهراء (س) شطراً من أيام الرضاعة في شعب أبي طالب ، ثم فطمت من اللبن، وهناك درجت تمشي على رمضاء الشعب ، وتعلّمت النطق وهي تسمع أنين الجياع وصراخ الأطفال المحرومين، وبدأت تأكل في زمن الحرمان والفاقة، وإذا ما استيقظت في هدأة الليل وجدت الحرس يدورون ـ بحذر وترقّب ـ حول أبيها يخافون عليه من غدر الأعداء في حلكة الليل، ثلاث سنين تقريباً والزهراء (س) في هذا السجن لا يربطها بالعالم الخارجي أيّ شيء حتى أدركت سن الخامسة .

المصادر:

[1] الشعب بالكسر: الطريق في الجبل والجمع الشعاب. الصحاح للجوهري 1: 156، (مادةَ شعب)، لسان العرب 1: 499 مادة شعب.