Logo Logo
فدك بين النبيّ (ص) والزهراء (س)
فدك بين النبيّ (ص) والزهراء (س)

فدك بين النبيّ (ص) والزهراء (س)

فدك بين النبيّ (ص) والزهراء (س) :

قال الله تعالى لرسوله: (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )[1]. نلاحظ أنّ هذه الآية خطاب من الله عزّوجلّ إلى نبيّه محمّد (ص) يأمره أن يؤتي ذا القربى حقّه ، فمن هم ذوو القربى ؟ وما هو حقّهم ؟ وقد اتّفق المفسّرون أن ذوي القربى هم أقرباء الرسول وهم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين (ع) فيكون المعنى: أعطِ ذوي قرباك حقّهم.

وجاء في الدرّ المنثور للسيوطي عن أبي سعيد الخدري أنّه قال : لمّا نزلت الآية ( فآت ذا القربى حقّه ... ); دعا رسول الله (ص) فاطمة الزهراء وأعطاها فدكاً[2].

وذكر ابن جرير الطبري في تفسيره والذهبي في تنقيح التحقيق أنّ عمر قال : إنّي أُحدّثكم عن هذا الأمر ، إنّ الله خصّ نبيّه في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره فقال : ( وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْل وَلاَ رِكَاب وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ )[3]فكانت هذه ( يعني : فدكاً ) خالصة لرسول الله(ص)[4].

ويستفاد من الروايات التأريخية أنّ فدكاً كانت بيد الزهراء وأنّها كانت تتصرف فيها، ويستدل على أنّ فدكاً كانت بيد آل الرسول من تصريح الإمام عليّ (ع) في كتابه الذي أرسله إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة، « بلى كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلّته السماء فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونِعْم الحَكمُ الله ... »[5].

وعبّرت بعض الروايات أنّه: عندما استقرّ الأمر لأبي بكر انتزع فدكاً من فاطمة(ع)[6]، ومعنى هذا الكلام أنّ فدكاً كانت في يد فاطمة وتحت تصرّفها من عهد أبيها الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فانتزعها أبو بكر منها .

ونقرأ في رواية قطب الدين الراوندي: فلمّا دخل رسول الله (ص) المدينة ـ بعد استيلائه على فدك ـ دخل على فاطمة (س) فقال : « يا بنية إنّ الله قد أفاء على أبيكِ بفدك واختصّه بها ، فهي له خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء وإنّه قد كان لاُمّكِ خديجة على أبيكِ مهر، وإنّ أباكِ قد جعلها لك بذلك ، وأنحلها لك ولولدكِ بعدكِ» قال : فدعا بأديم ودعا بعليّ بن أبي طالب وقال له: « اُكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله»، وشهد على ذلك عليّ بن أبي طالب(ع) ومولىً لرسول الله واُمّ أيمن[7] .


المصادر:

[1] الروم (30) : 38 .

[2] الدر المنثور 4: 177.

[3] الحشر(59): 6.

[4] تفسير الطبري (جامع البيان) 28: 50 / ح26234.

[5] نهج البلاغة 3: 71 / كتاب قم 45.

[6] الصواعق المحرقة: 37 ـ 38.

[7] الخرائج والجرائح 1: 113 / ح187 .