Logo Logo
وصيّة الزهراء (س) للإمام عليّ (ع)
وصيّة الزهراء (س) للإمام عليّ (ع)

وصيّة الزهراء (س) للإمام عليّ (ع)

وصيّة الزهراء (س) للإمام عليّ (ع) :

وفي الساعات الأخيرة من حياتها حان لها أن تكاشف زوجها بما أضمرته في صدرها طيلة هذه المدّة من الوصايا التي يجب تنفيذها.

فقالت لعليّ(ع): « يابن عمّ إنّه قد نُعيت إليَّ نفسي وإنّني لا أرى ما بي إلاّ أننّي لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة ، وأنا اُوصيك بأشياء في قلبي» .

قال لها عليّ (ع) : «أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله(ص) » . فجلس عند رأسها ، وأخرج مَن كان في البيت .

ثم قالت : « يابن عمّ ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني » .

فقال عليّ (ع) : « معاذ الله أنتِ أعلم بالله ، وأبرّ وأتقى وأكرم وأشدّ خوفاً من الله من أن أُوبّخكِ بمخالفتي وقد عزّ عليَّ مفارقتكِ وفقدكِ إلاّ أنّه أمر لا بدّ منه، والله لقد جدّدتِ عليَّ مصيبة رسول الله(ص) وقد عَظُمَتْ وفاتُكِ وفَقدُكِ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضّها وأحزنها!! هذه مصيبة لا عزاء عنها، ورزية لا خلف لها ».

ثم بكيا جميعاً ساعة ، وأخذ الإمام رأسها وضمّها إلى صدره ثم قال : « أوصيني بما شئت فإنّكِ تجديني وفياً أمضي كلّما أمرتني به ، وأختار أمركِ على أمري». فقالت (س) : «جزاكَ الله عنّي خير الجزاء ، يابن عمّ اُوصيك أوّلاً أن تتزوّج بعدي . . . . فإنّ الرجال لا بدّ لهم من النساء»، ثم قالت (س) : «اُوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني فإنّهم عدوّي وعدوّ رسول الله ، ولا تترك أن يصلّي عليَّ أحد منهم ولا من أتباعهم ، وادفّني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار»[1] .

ثم قالت (س) : «يابن العمّ إذا قضيتُ نحبي فاغسلني ولا تكشف عنّي، فإنّي طاهرة مطهَّرة، وحنّطني بفاضل حنوط أبي رسول الله (ص)، وصَلِّ عليَّ، وليصلِّ معك الأَدنى فالأَدنى من أهل بيتي، وادفنّي ليلاً لا نهاراً، وسرّاً لا جهاراً ، وعفَّ موضع قبري، ولا تُشهِد جنازتي أحداً ممّن ظلمني ، يابن العمّ أنا أعلم أنّك لا تقدر على عدم التزويج من بعدي فإن أنت تزوّجت امرأة اجعل لها يوماً وليلةً ، واجعل لأولادي يوماً وليلةً ، يا أبا الحسن ! ولا تَصِح في وجوههما فيصبحا يتيمين غريبين منكسرين ، فإنّهما بالأمس فقدا جدّهما واليوم يفقدان اُمّهما»[2].

وروى ابن عباس وصيّة مكتوبة لها جاء فيها :

«هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله (ص) أوصت وهي تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأَنّ الجنّة حقّ ، والنار حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأَنّ الله يبعث من في القبور. يا عليّ أنا فاطمة بنت محمّد ، زوّجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة ، أنت أولى بي من غيري ، حنّطني وغسّلني وكفّني بالليل، وصلِّ عليَّ وادفنّي بالليل، ولا تُعلم أحداً ، وأستودعك الله، وأقرأ على ولديّ السلام إلى يوم القيامة»[3] .


المصادر:

[1] روضة الواعظين : 1 / 151 .

[2] بحار الأنوار : 43 / 178 و 192 / ح15 و 20.

[3] بحار الأنوار : 43 / 214 .