Logo Logo
مظاهر من شخصية خاتم النبيين (ص) جودٌ وحلمٌ عظيمان
مظاهر من شخصية خاتم النبيين (ص) جودٌ وحلمٌ عظيمان

مظاهر من شخصية خاتم النبيين (ص) جودٌ وحلمٌ عظيمان

جودٌ وحلمٌ عظيمان

قال ابن عبّاس: كان النبيّ (ص) أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان.. إنّ جبريل كان يلقاه في كل سنة من رمضان.. فإذا لقيه جبريل كان رسول الله (ص) أجود بالخير من الريح المرسلة
[1].

وقال جابر: ما سُئل النبيّ(ص) شيئاً قطّ فقال لا
[2].

وروي أن رسول الله (ص) أتى صاحب بزٍّ فاشترى منه قميصاً بأربعة دراهم فخرج وهو عليه، فإذا رجل من الأنصار. فقال: يا رسول الله أكسني قميصاً كساك الله من ثياب الجنة فنزع القميص فكساه إيّاه، ثم رجع الى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصاً بأربعة دراهم وبقي معه درهمان فاذا هو بجارية في الطريق تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: يا رسول الله دفع اليَّ أهلي درهمين اشتري بهما دقيقاً فهلكا، فدفع النبيّ (ص) إليها الدرهمين فقالت: أخاف أن يضربوني فمشى معها الى أهلها فسلّم فعرفوا صوته، ثمّ عاد فسلّم، ثمّ عاد فثلّث، فردّوا، فقال: أسمعتم أوّل السلام؟ فقالوا: نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام. فما أشخصك بأبينا واُمِّنا؟ قال: أشفقت هذه الجارية أن تضربوها، قال صاحبها: هي حرّة لوجه الله لممشاك معها. فبشّرهم رسول الله  (ص) بالخير وبالجنّة; وقال: لقد بارك الله في العشرة كسا الله نبيّه قميصاً ورجلاً من الأنصار قميصاً وأعتق منها رقبة، وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته
[3].

وكان إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل
[4].

وعن عائشة: أن رسول الله(ص) ما انتقم لنفسه شيئاً يؤتى إليه إلاّ أن تنتهك حرمات الله. ولا ضرب بيده شيئاً قط الاّ أن يضرب بها في سبيل الله ولا سُئل شيئاً قط فمنعه إلاّ أن يُسألَ مأثماً فإنه كان أبعد الناس منه
[5].

وعن عبيد بن عمير: أن رسول الله (ص) ما اُتي في غير حدٍّ إلاّ عفا عنه
[6].

وقال أنس: خدمت رسول الله عشر سنين. فما قال لي اُفٍّ قطّ، وما قال لشي صنعتهُ: لِم صنَعْتَه؟ ولا لشيء تركتُه: لِمَ تركتَه؟
[7].

وجاءه أعرابيٌّ فجذب رداءه بشدّة حتى أثرت حاشية الرداء على عاتق النبيّ(ص) ثم قال له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء
[8].

لقد عُرف (ص) بالعفو والسماحة طيلة حياته... فقد عفا عن وحشي قاتل عمه حمزة
[9]... كما عفا عن المرأة اليهودية التي قدمت له شاةً مسمومةً[10].

وعفا عن أبي سفيان وجعل الدخول الى داره أماناً من القتل
[11]. وعفا عن قريش التي عتت عن أمر ربّها وحاربته بكل ما لديها.. وهو في ذروة القدرة والعزّة قائلاً لهم: «اللهم اهدِ قومي فإنّهم لا يعلمون[12].. اذهبوا فأنتم الطلقاء»[13].

لقد أفصح القرآن عن عظمة حلم الرسول (ص) بقوله تعالى:
(وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ)[14]، ووصف مدى رأفته ورحمته بقوله تعالى: ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )[15].

المصادر:

[1]
مسند أحمد 1: 288 و363 .

[2] صحيح مسلم 7: 74، كتاب الفضائل.

[3] المعجم الكبير (الطبراني) : 12 / 337، الحديث 13607.

[4] أمالى الصدوق: 114/ح 93، مجلس 14، الطبقات الكبرى 1: .

[5] الطبقات الكبرى 1: 367 .

[6] الطبقات الكبرى 1: 368 .

[7] سنن الترمذي3:248، ب 68، كتاب البر والصلة، ح 2084.

[8] مكارم الأخلاق للطبرسي 1: 49 - 50/ ح 14.

[9] سعد السعود: 211.

[10] مسند أحمد 1: 305 .

[11] الخصال: 276، باب الخمسة، ح 18.

[12] الخرائج والجرائح 1: 164/ح 252، باب 1.

[13]الكافي3:513/ح 2.

[14] آل عمران (3): 159.

[15] التوبة (9): 128.