Logo Logo
اهتمام النبيّ (ص) بزواج الزهراء (عليها السلام)
اهتمام النبيّ (ص) بزواج الزهراء (عليها السلام)

اهتمام النبيّ (ص) بزواج الزهراء (عليها السلام)

اهتمام النبيّ (ص) بزواج الزهراء (س) :

حلّت الزهراء من قلب النبيّ المصطفى (ص) المنزلة الرفيعة إذ كان يجد فيها السلوة والعزاء ، والصورة الطيبة التي تركتها خديجة ((عليها السلام))، والذرية الطاهرة. وشاركت الزهراء (س) النبيّ (ص) هموم الرسالة وعملت كثيراً للتخفيف عنه حتى قال عنها: «إنها أم أبيها»[1].

وحين بلغت الزهراء ((عليها السلام)) في بيت النبوة مبلغ النساء وقد نهلت من معين النبوة وسلسبيل الرسالة خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة في الإسلام والشرف والمال إلى النبيّ (ص) وهو يردّهم بحكمة ردّاً جميلاً بقوله: إني انتظر فيها القضاء[2].

أو يقول: أنتظر أمر السماء[3].

وفرح النبيّ (ص) بتقدم عليّ بن أبي طالب (ع) لخطبة فاطمة الزهراء (س) وقال له: «اُبشّرك يا عليَّ فإن الله عزّوجلّ قد زوجكها في السماء من قبل أن أزوّجكها في الأرض، وقد هبط عليَّ من قبل أن يأتيني ملك من السماء فقال: يا محمد إن الله ـ عزّوجلّ ـ اطّلع إلى الأرض إطلاعة فاختارك من خلقه فبعثك برسالته، ثم اطّلع الى الأرض ثانية فاختار لك منها أخاً ووزيراً وصاحباً وختناً فزوّجه ابنتك فاطمة (س)، وقد احتفلت بذلك ملائكة السماء. يا محمد إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ أمرني أن آمرك أن تزوّج عليّاً في الأرض فاطمة، وتبشّرهما بغلامين زكيين نجيبين طاهرين خيّرين فاضلين في الدنيا والآخرة»[4].

وأمام جمع من المهاجرين والأنصار أجرى رسول الله (ص) عقد الزواج لقاء مهر يسير ليجعله سنّة تقتدي به الاُمة. وحين وضع أثاث بيت الزهراء(س) بين يدي الرسول (ص) وكان أكثر أوعيته من الخزف دمعت عيناه وهو يقول: «اللهمّ بارك لأهل بيت جلّ آنيتهم من الخزف»[5] وأبدى النبيّ(ص) اهتماماً بالغاً في زواج ابنته الزهراء (س) في كل تفاصيله، وقد تجلت ناحية من نواحي اهتمامه (ص) بذلك في دعائه للزوجين يوم الزفاف إذ قال: «اللهم اجمع شملهما وألّف بين قلبيهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنّة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة طيّبة مباركة واجعل في ذريتهما البركة واجعلهم أئمة يهدون بأمرك الى طاعتك ويأمرون بما رضيت»[6].

وقال (ص) أيضاً: «يا ربّ إنك لم تبعث نبياً إلاّ وقد جعلت له عترة اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة»[7] ثم قال: «طهّركما الله وطهّر نسلكما، أنا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما»[8].


المصادر:

[1] مقاتل الطالبيين: 29 .

[2] الطبقات الكبرى 8: 19 .

[3] كشف اليقين: 195 .

[4] كشف الغمة : 1 / 356 ـ 358 .

[5] كشف الغمة: 1 / 359 .

[6] المناقب لابن شهر آشوب: 3/356 .

[7] دلائل الإمامة للطبري: 101 ح30 .

[8] كشف الغمة: 1 / 362