Logo Logo
النبيّ الخاتم (ص) في سطور من البعثة الى الهجرة
النبيّ الخاتم (ص) في سطور من البعثة الى الهجرة

النبيّ الخاتم (ص) في سطور من البعثة الى الهجرة

من البعثة الى الهجرة

وبُعث وهو في الأربعين وأخذ يدعو الى الله وهو على بصيرة من أمره ويجمع الإتباع والأنصار من المؤمنين السابقين
[1].

وبعد مضي ثلاث أو خمس سنوات من بداية الدعوة الى الله، أمره الله بإنذار عشيرته الأقربين ثم أمره بأن يصدع بالرسالة ويدعو إلى الإسلام علانية ليدخل من أحبّ الإسلام في سلك المسلمين والمؤمنين.

ومن ذلك الحين أخذت قريش تزرع الموانع أمام حركة الرسول(ص) وتحاول أن تمنع من انتشار الرسالة صادّةً بذلك عن سبيل الله . وعمل النبيّ(ص) إلى فتح نافذة جديدة للدعوة خارج مكّة فارسل عدّة مجاميع من المسلمين الى الحبشة بعد أن حظَوا باستقبال ملكها (النجاشي) وترحيبه بقدومهم فاستقروا فيها بقيادة جعفر بن أبي طالب ولم يتركها جعفر الاّ في السنة السابعة بعد الهجرة.

ولم تفلح قريش في تأليب النجاشي على المسلمين ، فبدأت بخطّة جديدة تمثّلت في فرض الحصار الأقتصادي والأجتماعي والسياسي والذي استمرّ لمدة ثلاث سنوات ـ فلمّا أيسَتْ من إخضاع النبيّ (ص) وأبي طالب وسائر بني هاشم لأغراضها فكّت الحصار ولكن النبيّ(ص) وعشيرته بعد أن خرجوا من الحصار منتصرين أُمتُحِنوا بوفاة أبي طالب وخديجة ـ س ـ في السنة العاشرة من البعثة وكان وقع الحادثين ثقيلاً على النبيّ (ص) لأنّه فقد بذلك أقوى ناصرَينِ في عام واحد.

وهنا رجّح بعض المؤرّخين تحقق حادثة الاسراء والمعراج والنبيّ في أوج هذا الحزن والضغط النفسي على النبيّ(ص) وهو يرى صدود قريش ووقوفها بكل ثقلها أمام رسالته ففتح الله له آفاق المستقبل بما أراه من آياته الكبرى فكانت بركات (المعراج) عظيمة للنبي وللمؤمنين جميعاً.

وهاجر الرسول(ص) الى الطائف ليبحث عن قاعدة جديدة ولكنه لم يكسب فتحاً جديداً من هذه البلدة المجاورة لمكة والمتأثرة بأجوائها، فرجع الى مكّة بعد أن اختار جوار مطعم بن عدي فدخلها، وبدأ نشاطاً جديداً لنشر الرسالة وفي مواسم الحج حيث أخذ يعرض نفسه على القبائل القاصدة للبيت الحرام لأداء مناسك الحج وللإتّجار في سوق عكاظ ففتح الله له أبواب النصر بعد التقائه بأهل يثرب، واستمرّت دعوته الى الله وانتشر الإسلام في يثرب حتى قرّر الهجرة اليها بنفسه بعد أن أخبره الله تعالى بكيد قريش حين أجمعت بطونها على قتله والتخلّص منه نهائيّاً، فأمر عليّاً(ع) بالمبيت في فراشه وهاجر هو الى يثرب بكل حيطة وحذر، ودخلها وأهل يثرب على أتمّ الاستعداد لاستقباله، فوصل (قبا) في غرّة ربيع الأوّل وأصبحت هجرته المباركة مبدأ للتأريخ الاسلامي بأمر منه(ص).

المصادر:


[1] مروج الذهب للمسعودي 2: 273- 278.