Logo Logo
النبي وبناء المسجدالنبوي
النبي وبناء المسجدالنبوي

النبي وبناء المسجدالنبوي

بناء المسجدالنبوي

لقد اجتاز النبيّ (ص) ـ حين هاجر بالمسلمين ـ دائرة بناء الفرد. وبوصوله الى يثرب شرع في التخطيط لتكوين الدولة التي تحكمها قوانين السماء والشريعة الإسلامية السمحاء ومن ثم بناء الحضارة الإسلامية لتشمل كل الإنسانية في مرحلة ما بعد الدولة.

ومن أُولى العقبات أمام تأسيس الدولة الإسلامية وجود النظام القبلي الذي كان يحكم العلاقات في مجتمع الجزيرة، كما أن ضعف المسلمين كان لابدّ له من معالجة واقعية، فكان المنطلق بناء المسجد ليكون مكاناً لمهامّ متعددة، ومركزاً للسلطة المركزية التي تدير شؤون الدولة. وتمّ تعيين الأرض وشرع المسلمون بهمّة وشوق في العمل الجادّ لبناء المسجد وما يتطلبه من مستلزمات، وكان الرسول هو القدوة والأسوة ومنبع الطاقة التي تُحرِّك المسلمين في العمل فشارك بنفسه في حمل الحجارة واللبن، وبينما كان ذات يوم ينقل حجراً على بطنه، إستقبله اُسيد بن حضير فقال: يا رسول الله أعطني أحمل عنك قال (ص): لا، إذهب فاحمل غيره.

وتمّ أيضاً بناء دار للرسول  (ص) ولأهل بيته ولم يكن البناء ذا كلفة كبيرة فقد كان بسيطاً كحياتهم، ولم ينس النبيّ (ص) الفقراء الذين لم يجدوا لهم مسكناً يأوون إليه فألحق لهم مكاناً بجانب المسجد
[1].

وأصبح المسجد مركزاً ومرتكزاً في حياة المسلمين العبادية والسياسيّة وذا دور فاعل في بناء الفرد والمجتمع.


المصادر:

[1]
إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 159 .