Logo Logo
مظاهر من شخصية الإمام الصادق كرمه وجوده
مظاهر من شخصية الإمام الصادق كرمه وجوده

مظاهر من شخصية الإمام الصادق كرمه وجوده

كرمه وجوده

لقد كان الإمام الصادق (ع)، من أندى الناس كفاً، وكان يجود بما عنده لإنعاش الفقراء والمحرومين، وقد نقل الرواة بوادر كثيرةً من كرمه، كان من بينها ما يلي:

1 ـ دخل عليه أشجع السلمي فوجده عليلا، وبادر أشجع فسأل عن سبب علته، فقال (ع): تعدّ عن العلة، واذكر ما جئت له فقال:

أَلبسك الله منه عافيةً *** في نومِكَ المعتري وفي أرقكْ

يُخرْج من جسمِكَ السقامَ *** كما أخرج ذلَّ السؤالِ من عنقك

وعرف الإمام حاجته فقال لغلامه: أي شيء معك؟ فقال: أربعمائة. فأمره بإعطائها له[1].

2 ـ ودخل عليه المفضل بن رمانة وكان من ثقاة أصحابه ورواته فشكا إليه ضعف حاله، وسأله الدعاء، فقال (ع) لجاريته: «هاتِ الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر، فجاءته به، فقال له: هذا كيس فيه أربعمائة دينار فاستعن به، فقال المفضل: لا والله جُعلت فداك ما أردت هذا، ولكن أردت الدعاء، فقال(ع): لا أَدَعُ الدعاء لك»[2].

3 ـ سأله فقيرٌ فأعطاه أربعمائة درهم، فأخذها الفقير، وذهب شاكراً، فقال (ع) لخادمه: ارجعه، فقال الخادم: سئلت فأعطيت، فماذا بعد العطاء؟ قال (ع): قال رسول الله (ص): «خير الصدقة ما أبقت غنى»، وإنّا لم نغنه، فخذ هذا الخاتم فاعطه فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم، فإذا احتاج فليبعه بهذه القيمة»[3].

4 ـ ومن بوادر جوده وسخائه وحبه للبرّ والمعروف أنه كانت له ضيعةٌ قرب المدينة تسمى (عين زياد)، فيها نخلٌ كثيرٌ، فإذا نضج التمر أمر الوكلاء أن يثلموا في حيطانها الثلم، ليدخل الناس ويأكلوا من التمر[4].

وكان يأمر لجيران الضيعة الذين لا يقدرون على المجي كالشيخ والعجوز والمريض لكل واحد منهم بمدٍّ من التمر، وما بقي منهم يأمر بحمله إلى المدينة فيفرّق أكثره على الضعفاء والمستحقين، وكانت قيمة التمرالذي تنتجه الضيعة أربعة آلاف دينار، فكان ينفق ثلاثة آلاف منها، ويبقى له ألف[5].

5 ـ ومن بوادر كرمه أنه كان يطعم ويكسو حتَّى لم يبق لعياله شيء من كسوة أو طعام[6].

ومن كرمه أنه مرّ به رجلٌ، وكان (ع) يتغدّى، فلم يسلّم الرجل فدعاه الإمام إلى تناول الطعام، فأنكر عليه بعض الحاضرين، وقال له: السنة أن يسلمَ ثم يُدعى، وقد ترك السلام على عمد ... فقابله الإمام (ع) ببسمات مليئة بالبِشر وقال له: «هذا فقه عراقي، فيه بخل...»[7].


المصادر:

[1] أمالي الطوسي: 1/287، مناقب آل أبي طالب: 4/345.

[2] اختيار معرفة الرجال (للكشي) للطوسي: 2/422 رقم 322، ترجمة مفضل بن قيس بن رمانة .

[3] الإمام جعفر الصادق، أحمد مغنية: 47.

[4] الإمام جعفر الصادق: 47، انظر الكافي: 3/569 .

[5] المصدران السابقان .

[6] تاريخ الإسلام: 6/45، مرآة الزمان: 6/160، تهذيب الكمال: 5/87.

[7] حياة الإمام الصادق ((عليه السلام)): 1/64 عن نثر الدرر، بحار الأنوار: 75/205 .