Logo Logo
مظاهر من شخصية الإمام الصادق(ع) سموُّ أخلاقه
مظاهر من شخصية الإمام الصادق(ع) سموُّ أخلاقه

مظاهر من شخصية الإمام الصادق(ع) سموُّ أخلاقه

سموُّ أخلاقه

كان الإمام الصادق (ع) على جانب كبير من سموِّ الأخلاق، فقد ملك القلوب، وجذب العواطف بهذه الظاهرة الكريمة التي كانت إمتداداً لأخلاق جدّه رسول الله (ص) الذي سما على سائر النبيين بمعالي أخلاقه.

وكان من مكارم أخلاق الإمام وسموِّ ذاته أنه كان يحسن إلى كل من أساء إليه، وقد روي أنّ رجلا من الحجاج توهم أنّ هميانه[1] قد ضاع منه، فخرج يفتش عنه فرأى الإمام الصادق (ع) يصلي في الجامع النبوي فتعلق به، ولم يعرفه، وقال له: أنت أخذت همياني..؟.

فقال له الإمام بعطف ورفق: ما كان فيه؟..

قال: ألف دينار، فأعطاه الإمام ألف دينار، ومضى الرجل إلى مكانه فوجد هميانه فعاد إلى الإمام معتذراً منه، ومعه المال فأبى الإمام قبوله وقال له: شيء خرج من يدي فلا يعود، إلي، فبهر الرجل وسأل عنه، فقيل له: هذا جعفر الصادق، وراح الرجل يقول بإعجاب: لا جَرَمَ هذا فعال أمثاله[2].

إنّ شرف الإمام (ع) الذي لا حدود له هو الذي دفعه إلى تصديق الرجل ودفع المال له.

وقال (ع): «إنا أهل بيت مروءتنا العفوُّ عمن ظلمنا»[3].

وكان يفيض بأخلاقه الندية على حضّار مجلسه حتَّى قال رجلٌ من العامة: والله ما رأيت مجلساً أنبل من مجالسته[4].


المصادر:


[1] الهميان: وهوكيس يجعل فيه ويشدّ على الوسط، وجمعه همايين، وهو معرّب عن الفارسية، كما نقله الطريحي عن الأزهري في مجمع البحرين: 6/330 .

[2] الإمام جعفر الصادق: 48، مناقب آل أبي طالب، لابن شهرآشوب: 3/394 .

[3] الخصال: 11.

[4] اُصول الكافي: 2/657.