Logo Logo
الإمام الصادق (ع) ومعرفته بجميع اللغات
الإمام الصادق (ع) ومعرفته بجميع اللغات

الإمام الصادق (ع) ومعرفته بجميع اللغات

معرفته بجميع اللغات :

وكان في سنه المبكر عارفاً بجميع لغات العالم إذ كان يتكلم مع كلِّ أهل لغة كأنه واحد منهم. وإليك نماذج تشير الى ذلك :

1 ـ روى يونس بن ظبيان النبطي أنّ الإمام الصادق (ع) تحدث معه باللغة النبطية فأخبره عن أول خارجة خرجت على موسى بن عمران، وعلى المسيح، وعلى الإمام أمير المؤمنين (ع) بالنهروان، وأعقب كلامه بقوله: «مالح ديربير ماكي مالح». ومعناه أن ذلك عند قريتك التي هي بالنبطية[1].

2 ـ روى عامر بن عليّ الجامعي، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): جُعلت فداك، إنا نأكل كلَّ ذبائح أهل الكتاب، ولا ندري أيسمون عليها أم لا ؟ فقال (ع): «إذا سمعتموهم قد سموا فكلوا، أتدري ما يقولون عى ذبائحهم؟

فقلت: لا .

فقرأ شيئاً لم أعرفه ثم قال: بهذا اُمروا.

فقلت: جعلت فداك إن رأيت أن نكتبها.

قال (ع): اُكتب نوح أيوا ادينو بلهيز مالحوا عالم اشرسوا أورصوبنوا (يوسعه) موسق ذعال اسطحوا»[2].

وفي رواية اُخرى أنّ النص كالآتي «باروح أنا ادوناي إيلوهنوا ملخ عولام اشرفدشنوا عبسوتا وسينوانوا على هشخيطا» ومعناه تباركت أنت الله مالك العالمين، الذي قدسنا بأوامره، وأمرنا على الذبح[3].

3 ـ روى أبو بصير قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) وعنده رجلٌ من أهل خراسان وهو يكلمه بلسان لا أفهمه[4] وكانت الفارسية.

1ووفد عليه قوم من أهل خراسان، فقال (ع) لهم: «من جمع مالا يحرسه عذبه الله على مقداره» فقالوا له باللغة الفارسية: لا نفهم العربية، فقال (ع) لهم: «هركه درم اندوزد جزايش ذوزخ باشد»[5].

4 ـ روى أبان بن تغلب قال: غدوت من منزلي بالمدينة وأنا أريد أبا عبدالله فلما صرت بالباب وجدت قوماً عنده لم أعرفهم، ولم أرَ قوماً أحسن زيّاً منهم، ولا أحسن سيماءً منهم كأنَّ الطير على رؤوسهم، فجعل أبو عبدالله(ع) يحدّثنا بحديث فخرجنا من عنده، وقد فهَّم خمسة عشر نفراً، متفرقي الألسن، منهم العربيُّ، والفارسيُّ، والنبطيُّ، والحبشيُّ، والصقلبيُّ، فقال العربيُّ: حدثنا بالعربية، وقال الفارسيُّ: حدثنا بالفارسية، وقال الحبشيُّ: حدّثنا بالحبشية، وقال: الصقلبيُّ: حدثنا بالصقلبية وأخبر (ع) بعض أصحابه بأنّ الحديث واحد، وقد فسره لكل قوم بلغتهم[6].

5 ـ ودار الحديث بين الإمام (ع) وبين عمار الساباطي باللغة النبطية فبهر عمار وراح يقول: (ما رأيت نبطياً أفصح منك بالنبطية..).

فقال (ع) له: «يا عمار وبكلّ لسان»[7].

هيبته ووقاره :

كانت الوجوه تعنو لهيبة الإمام الصادق (ع) ووقاره، فقد حاكى هيبة الأنبياء، وجلالة الأوصياء، وما رآه أحدٌ إلاَّ هابه إذ كانت تعلوه روحانية الإمامة، وقداسة الأولياء . وكان ابن مسكان وهو من خيار الشيعة وثقاتها لا يدخل عليه شفقة أن لا يوافيه حقّ إجلاله وتعظيمه، فكان يسمع ما يحتاج إليه من اُمور دينه من أصحابه، ويأبى أن يدخل عليه[8] .

المصادر:

[1] الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 48، انظر بحار الأنوار، المجلسي: 47/84 .

[2] الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 47، بصائر الدرجات، الصفار: 354 .

[3] المصدر السابق : 48، بحار الأنوار، المجلسي: 63/27 ولم يرد ذلك في رواية ممّن يعرف باللغة العبرية .

[4] الاختصاص: 183.

[5] الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 46.

[6] الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 46 ـ 47 ، انظر بحار الأنوار، المجلسي: 47/99 وفي الرواية (متفرقوا الألسن) وما في متن الكتاب مضمون الرواية وليست نصّها .

[7] الاختصاص: 283.

[8] الاختصاص: 203.