Logo Logo
إعادة وضع الحجر الأسود
إعادة وضع الحجر الأسود

إعادة وضع الحجر الأسود

إعادة وضع الحجر الأسود

كان للكعبة منزلة كبيرة لدى العرب إذ كانوا يعتنون بها ويحجّون إليها في الجاهلية. وقبل البعثة النبوية بخمسة أعوام هدم السيل الكعبة فاجتمعت قريش وقررت بناءها وتوسعتها وباشر أشراف القريشيين والمكيين العمل، ولما تكامل البناء وبلغوا الى موضع الحجر الأسود اختلفوا في مَن يضعه في مكانه; فكل قبيلة كانت تريد أن تختص بشرف ذلك واستعدوا للقتال وانضم كل حليف إلى حليفه وتركوا العمل في بنائها ثم اجتمعوا في المسجد فتشاوروا واتفقوا على ان يكون أول داخل على الاجتماع هو الحكم بينهم وتعاهدوا على الالتزام بحكمه فكان أول داخل محمد بن عبدالله(ص) فقالوا: هذا الأمين قد رضينا به، وأقدم النبيّ(ص) على حلّ النزاع حين جعل  الحجر في ثوب وقال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثمّ قال: ارفعوا جميعاً ففعلوا فلما حاذوا موضعه أخذه بيده الشريفة ووضعه حيث يجب أن يكون، وبعد ذلك أتمّوا بناءها[1].

وروى بعض المؤرخين: أنهم كانوا يتحاكمون إلى النبيّ (ص) في الجاهلية لأ نّه كان لا يداري ولا يماري
[2].

لقد كان لهذا الموقف أثر كبير في نفوس تلك القبائل وأعطى الرسول  (ص) رصيداً كبيراً وعمقاً جديداً لتثبيت مكانته الاجتماعية ولفت انتباههم إلى قدراته القيادية وكفاءته الإدارية مما ركّز ثقتهم بسموّ حكمته وحنكته وعظيم أمانته.


المصادر:

[1]
السيرة النبوية لابن هشام 1: 196-197 .

[2] السيرة الحلبية: 1 / 145 .