Logo Logo
الرعاية الإلهية للرسول والرسالة والانفتاح على العوالم الأُخرى
الرعاية الإلهية للرسول والرسالة والانفتاح على العوالم الأُخرى

الرعاية الإلهية للرسول والرسالة والانفتاح على العوالم الأُخرى

الرعاية الإلهية للرسول والرسالة والانفتاح على العوالم الأُخرى

وفي هذه الفترة كانت حادثة الإسراء والمعراج تثبيتاً للرسول (ص) على طريق المقاومة الطويل، وتكريماً له في أعقاب سنين طويلة من العمل والصمود، وتتويجاً لهذه المصاعب والآلام المريرة مع قوى الشرك والضلالة، رفعه الله إلى قلب السموات، ليريه جوانب من عظمة ملكه الباهرة في الكون الشاسع وليطلعه على أسرار الخليقة ومصير الإنسان الصالح والطالح.

وفي الوقت نفسه كانت بمثابة امتحان لقدرات أصحابه على تصور المدى الذي يكافحون فيه مع رسولهم وقائدهم من أجل إبلاغ الرسالة وبناء الإنسان الصالح، وإبتلاءاً صعباً لأصحاب النفوس الضعيفة.

ولم تستطع قريش المشركة أن تدرك المعاني السامية في أمر الإسراء فما حدّثهم رسول الله (ص) عن ذلك حتى راحوا يسألون عن الصورة المادية من أمر الإسراء وإمكانية تحققها والأدلة على ذلك ـ فقال بعضهم: والله إن العِير لتطّرد شهراً من مكّة إلى الشام مدبرة وشهراً مقبلة، أيذهب محمد ذلك في ليلة واحدة ويرجع؟!

ووصف لهم رسول الله (ص) المسجد الأقصى وصفاً دقيقاً، وذكر لهم أنّه مرّ بقافلة وهم يطلبون بعيراً قد ضلّ لهم، وفي رحلهم قعب ماء كان مكشوفاً وقد غطّاه كما كان.

وسألوه عن قافلة اُخرى فقال: مررت بها بالتنعيم، وبيّن لهم أحمالها وهيئاتها وقال: يقدمها بعير بصفة كذا وسيطلع عليكم عند طلوع الشمس. فجاء كل ما قاله صحيحاً  كما أخبر به[1].

وصدق الله حيث يقول: ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[2] .

كما صدّق في قوله عزّ من قائل: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى*  وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى*  إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى*  ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى*  وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى*  ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى*  فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى*  فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى*  مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى*  أَفَتُمارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى*  وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى*  عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى*  إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى*  مَا زَاغَ الْبَصَرُ  وَمَا طَغَى*  لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)[3]


المصادر:

[1] راجع السير النبوية لابن هشام 1: 398-399 و402 - 403 (ذكر الإسراء والمعراج).

[2] الإسراء (17) : 1 .

[3] النجم (52) : 1 ـ 18 .