انفراد الزهراء(س) بأبيها رسول الله(ص)
وأحسّ الرسول المصطفى (ص) بوطأة الحزن على نفس فاطمة (س) وهو يرى دموع الفراق تتسابق على خديها، فيرقّ القلب الرحيم ، وتفيض مشاعر الود والاُبوة الصادقة ، فيحنو رسول الله (ص) على فلذة كبده فاطمة، فيعوضها من حبّه وحنانه ما فقدته في اُمهّا من حبّ ورعاية وحنان .
لقد أحبّ رسول الله (ص) فاطمة وأحبته وحنا عليها وحنت عليه ، فلم يكن أحد أحبّ إلى قلبه ولا إنسان أقرب إلى نفسه من فاطمة ، لقد أحبها وكان يؤكّد ـ كلّما وجد فرصة مناسبة ـ هذه العلاقة بفاطمة ، ويوضّح مقامها ومكانتها في اُمّته ، وهو يُمهّد لأمر عظيم وقدر خطير يرتبط بفاطمة ، وبالذريّة الطاهرة التي أعقبتها فاطمة وبالاُمة الإسلامية كلّها ، كان يؤكّد ذلك ليعرف المسلمون مقام فاطمة البتول ومكانة الأئمة من ذريّتها ليعطوا فاطمة حقّها ، ويحفظوا لها مكانتها ، ويراعوا الذرّية الطاهرة حقّ رعايتها ، فها هو رسول الله(ص) يعرّف فاطمة ويؤكد للمسلمين موقعها من نفسه ومن رسالته فيقول: «فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني»[1].
وتكبر فاطمة (س) وتشبّ ويشبّ معها حبّ أبيها لها، ويزداد حنانه عليها، وتبادله هي هذا الحبّ وتملأ قلبه بالعطف والرعاية فيسميها «أُمّ أبيها »[2].
وهذا النموذج هو القدوة التي يستحقّ التأسي به في مجال العلاقة الأبوية الطاهرة التي تساهم في بناء شخصيّة الأبناء وتوجّه سلوكهم وحياتهم ، لقد كانت هذه العلاقة هي المثل الأعلى في رعاية الإسلام للفتاة والعناية بها وتحديد مكانتها .
المصادر:
[1] المناقب لابن شهرآشوب 3: 112 .
[2] مقاتل الطالبيين: 29 .