Logo Logo
الإمام السجاد في رحاب الحديث الشريف
الإمام السجاد في رحاب الحديث الشريف

الإمام السجاد في رحاب الحديث الشريف

في رحاب الحديث الشريف :

للحديث الشريف أهمية بالغة في العلوم الإسلامية، فقد بُني معظم الفقه الإسلامي عليه، فإنّه يعرض بصورة موضوعية وشاملة لتفصيل الأحكام الشرعية الواردة في القرآن الكريم، فيذكر أنواعها من الوجوب والحرمة والاستحباب والكراهة والإباحة، كما يذكر أجزاءها وشرائطها وموانعها وسائر ما يعتبر فيها، ويعرض لعمومات الكتاب ومطلقاته فيخصّصها ويقيّدها، وبالإضافة إلى ذلك يتناول آداب السلوك وقواعد الأخلاق، ويعطي البرامج الوافية لسعادة الإنسان وبناء شخصيته.

وقد كان الإمام زين العابدين(ع) في عصر التابعين من أعظم الرواة وأهمّهم، فضلاً عن كونه أحد مصادر بيان الأحكام والمعارف الإلهية باعتقاد الشيعة الإمامية، باعتبار أنّ أحاديث الأئمّة(ع) هي أحاديث رسول الله(ص)، وقد قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع): «علّمني رسول الله ألف باب من العلم فتح لي من كلّ باب ألف باب»[1]. وأيّد التاريخ هذا المعنى فيما روي عن علىّ(ع) من العلوم والمعارف وأقرّت الصحابة بفضل عليّ وبمرجعيّته العلمية هو والأئمّة من بنيه، ولا غرو في ذلك بعد أن جعلهم الله أبواب الهدى وسفن النجاة كما صحّ عن رسول الله(ص) أنّه قال: «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق»[2].

والنصوص التي وصلتنا عن الإمام زين العابدين(ع) قد صرّح في بعضها بأنّها عن رسول الله(ص) أو عن جدّه أمير المؤمنين، هذا فضلاً عمّا رواه عن أبيه الحسين(ع).

وقد اعتنى أئمّة الحديث بأحاديثه اعتناءً فائقاً باعتباره الرائد العلمي في عصر التابعين، ولولا مدرسته العلمية وجهوده التثقيفية المباركة; لاندرست أعلام الدين في عصر طغت فيه الميوعة ورُوِّجَت فيه الشهوات، واُريد للاُمّة الإسلامية أن تعود إلى جاهلية جهلاء.

المصادر:


[1] مناقب آل أبي طالب 1: 204.

[2] المستدرك على الصحيحين 3: 151.