Logo Logo
ظاهرة العبادة في حياة الإمام (ع):
ظاهرة العبادة في حياة الإمام (ع):

ظاهرة العبادة في حياة الإمام (ع):

ظاهرة العبادة في حياة الإمام (ع):

أجمع معاصرو الإمام زين العابدين(ع) على أنّه كان من أعبد الناس وأكثرهم طاعة لله تعالى، ولم يرَ الناس مثله في عظيم إنابته وعبادته، وقد بُهر بها المتّقون والصالحون، وحسبه أنّه وحده الذي قد لُقّب بزين العابدين وسيّد الساجدين في تاريخ الإسلام.

أمّا عبادته(ع) فكانت ناشئة عن إيمانه العميق بالله تعالى وكمال معرفته به، وقد عبده لا طمعاً في جنّته ولا خوفاً من ناره، وإنّما وجده أهلاً للعبادة فعبده، وشأنه في ذلك شأن جدّه أمير المؤمنين وسيّد العارفين وإمام المتّقين، وقد أعرب (ع) عن عظيم إخلاصه في عبادته بقوله: «إنّي أكره أن أعبد الله ولا غرض لي إلاّ ثوابه، فأكون كالعبد الطمع المطيع، إنّ طمع عمل وإلاّ لم يعمل، وأكره أن أعبده ]لا غرض لي[ إلاّ لخوف عقابه، فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل...».

قيل له: فلِمَ تعبده؟ قال: «لما هو أهله بأياديه وإنعامه
[1].

ولقد مَلأ حبّ الله تعالى قلب الإمام(ع) وسخّر عواطفه، فكان مشغولاً بعبادة الله وطاعته في جميع أوقاته، وقد سُئلت جارية له عن عبادته فقالت: اُطنب أو أختصر؟

قيل لها: بل اختصري.

فقالت: ما أتيته بطعام نهاراً قطّ، وما فرشت له فراشاً بليل، قطّ
[2].

لقد قضى الإمام(ع) معظم حياته صائماً نهاره، قائماً ليله، مشغولاً تارةً بالصلاة، واُخرى بالدعاء.

المصادر:


[1] تفسير الإمام الحسن العسكري: 328.

[2] الخصال: 518، علل الشرائع 1: 232.