Logo Logo
نهضة الحسين(ع) وتوعية الشعوب
نهضة الحسين(ع) وتوعية الشعوب

نهضة الحسين(ع) وتوعية الشعوب

نهضة الحسين(ع) وتوعية الشعوب

مرّت بنا ذكرى الإمام العظيم، واسترجعنا خطاها خطوة خطوة.. سرنا معها وهي تتنامى في تلك النفوس التي رتبتها يد العناية الإلهية.. حتى إذا أحكمت اُسس شخصيّتها، قدّمتها للعالم خير نموذج، وأروع مقتدى.. ورأيناها تذكو كلّما ذكا أوار الهجوم الأمويّ المنحرف على الواقع الإسلامي الخيِّر وروحه.. وظلّت تنتظر اللحظة المناسبة الحاسمة.. وعشنا معها وهي تنطلق من ذرى الأرض المقدّسة التي شهدت انطلاقة الإسلام الأُولى.. وعادت لتشهد انطلاقته من جديد ضدّ معاقل الانحراف.. وهكذا امتزجت أرواحنا بروحها، فخرجت  بشكل  جديد ونظرة جديدة تتركّز على الأهداف بوضوح أكبر.

لقد غرست في ضمائرنا ثورة الحسين(ع) مشعلاً للعطاء إذ كلّ قطرة من ذلك الدم الطاهر تحوّلت إلى مشعل هدى ونور.. يرى العالم كلّ العالم على ضوئه معالم الإسلام وروحه الأصيلة.

.. كفاها عزّاً أنها ثورة قام بها القادة الذين ربّاهم الإسلام خصّيصاً ليوضحوه.. وليعبّروا عن خصائصه الحيّة النابضة كرسالة للحياة الإنسانية الصاعدة، المسؤولة، الواعية، المضحّية، التي تعبِّر عن تلاحم القائد والأُمّة وشعوره بآلامها.. وتضحيته في سبيل مستقبلها... لكي تعود حيّة .. كما أراد الله لها أن تكون {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ...}
[1].

وهكذا حرّك الحسين ضمير الأمّة .. وضمير العالم.. وما يزال .. يعلِّمهم جميعاً من دروس الإسلام على مرّ  العصور.. وهو رمز آمال المظلومين في الأرض وهو سرٌّ انتصارهم.

وبعد هذا.. ذابت وتذوب كلّ تلك المزاعم الباطلة عن «التخدير الديني»! و«افيون الشعوب»! و«الرجعية الأصوليّة» و«الإرهاب»! وغيرها ممّا أطلقه اليهود بعد أن تنكّروا بلباس التقدميّة والشيوعيّة.. ويردّده خلفهم اُناس هنا في الشرق.. تأصّلت فيهم عقدة الحقارة حتى لم يعودوا سوى أرقام إلى يمين العد الغربيّ الدخيل!

المصادر:


[1] سورة الأنفال، 24.