Logo Logo
إحياء ذكرى عاشوراء الأليمة هو شعيرة إسلامية (القسم الثاني)
إحياء ذكرى عاشوراء الأليمة هو شعيرة إسلامية (القسم الثاني)

إحياء ذكرى عاشوراء الأليمة هو شعيرة إسلامية (القسم الثاني)

لقد استنصر الإمام الحسين (عليه السلام) حتى من لم يؤمن بإمامته وعصمته:

لنلقِ نظرة إلى معسكر أعداء الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء. إن بعض هؤلاء كانوا يجاهدون في جيش أمير المؤمنين (عليه السلام). وإذا بهم أصبحوا أعداء الإمام الحسين (عليه السلام)، فكانت الحدود الفاصلة بين الحق والباطل في كربلاء حدودا خاصة ومتميزة جدا. وكانت العقائد الحقيقية والرذائل والفضائل الرئيسية هي الفاصلة بين الجبهتين.

لقد استنصر أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) جميع الناس، حتى أولئك الذين لم يؤمنوا بإمامته وعصمته ولم يعترفوا له بما نعترف له من شأن ومنزلة. وبعضهم قد لبّى دعوته وبعضهم لم يلب. فعلى سبيل المثال كان «عبيد الله بن الحرَّ الجعفي» ممن لم يلبّ دعوة الإمام الحسين (عليه السلام) وندم بعد ذلك وبقي يبكي إلى آخر عمره.

والنموذج الآخر هو كتب مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) التي ألّفها علماء أهل السنّة. حتى أن بعض هذه الكتب تشتمل على روايات لا نقبلها ونعتبرها أنها صنيعة بعض الناس ممن أراد أن يكون محسوبا على الإمام الحسين (عليه السلام) ومنسوبا إليه. ولكن انظروا كيف كانت الأجواء على مرَ التاريخ بحيث يودّ الجميع أن يرتبطوا بشكل أو بآخر بالإمام الحسين (عليه السلام) ويُنسَبوا إليه.

 لقد استنصر الإمام الحسين (عليه السلام) حتى من لم يؤمن بإمامته وعصمته:

فانظروا ما هو واجبنا وتكليفنا اليوم تجاه مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام)؟ يجب علينا أن نوصل صوت عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) إلى أسماع أهل العالم جميعا. فليس من الصحيح أن نعتبر إقامة العزاء مراسيم شيعية وحسب.

أدعوكم أيها الشباب المثقفون أن تخصصوا جزء من إقامة العزاء على الحسين ونشاطكم الحسيني بالعمل في سبيل ترويج ثقافة إقامة العزاء بين جميع المسلمين. وأينما وجدتم شيئا من هذه المجالس والشعائر، فادعموها وارفعوا راياتها، فلعل ثوابه أعظم من حضوركم في مجالس الشيعة الذين لا يختلفون معكم في رأي أو عقيدة.

إن البكاء على الشهيد من سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله):

بغض النظر عن الحقائق التاريخية، عندما نرجع إلى الأسس النظرية لإقامة العزاء، نجد في سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه كان يبكي على الشهيد، كما أنه كان يبكي على حمزة سيد الشهداء. حتى جاء في أحد مصادر أهل السنة أنه «لَمَّا رَأَى النبي حَمْزَةَ قَتِیلًا بَکَى، فَلَمَّا رَأَى مَا مُثِّلَ بِهِ شَهَقَ»([3]) إن طريقة بكائكم هذا في المجالس الحسينية، التي يصاحبها العويل والضجيج، هي في الواقع سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث كان يبكي على مثل حمزة أشدّ البكاء؛ «مَا رَأَیْنَا رَسُولَ اللَّهِ بَاکِیاً أَشَدُّ مِنْ بُکَائِهِ عَلِیِّ حَمْزَةَ» وأيضا روي أنه «وَضَعَهُ فِی القبلة، ثُمَّ وَقَفَ عَلِی جَنَازَتَهُ وَانْتَحَبَ، حتّی بَلَغَ بِهِ الْغَشْیُ»([4]).

([1]) الاحتجاج/307/2

([2]) اعلام الوری/ص241

([3]) السيرة الحلبيّة/2/247

([4]) ذخائر العقبي/181