Logo Logo
أهمية زيارة الإمام الحسين عليه السلام في كلام المعصوم
أهمية زيارة الإمام الحسين عليه السلام في كلام المعصوم

أهمية زيارة الإمام الحسين عليه السلام في كلام المعصوم

أهمية زيارة الإمام الحسين عليه السلام في كلام المعصوم

أولى الأئمّةُ والعلماء وعموم الشيعة أهميةً كبرى لزيارة الإمام الحسين عليه السلام منذ القِدم، ولم يبخلوا بالأرواح من أجل تحقيق هذا الأمر في الظروف العسيرة الّتي واجهوها في هذا الطريق، وكانت الزيارة تعتبر شأناً عباديّاً بالإضافة إلى كونها في بعض الأحيان تحدّياً سياسيّاً للظلم والجور.

وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «من أراد أن تشمله رحمةُ الله يوم القيامة فليكن من زوار الحسين عليه السلام.»
[1]

وعنه عليه السلام قال: «ما مِن أحد يوم القيامة إلاّ وهو يتمنى أنه من زوار الحسين بن علي عليهما السلام، لِما يرى ممّا يُصنع بزوّار الحسين من كرامتهم على الله.»[2]

ونُقِل عن حنّان بن سدير أن الإمام الصادق عليه السلام أمره بزيارة الحسين لأنّه سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنة.[3]

ونُقل أيضاً بأنَّ مَن زار الحسين بن علي عليه السلامكان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله,[4] ونقل كذلك: «مَن أراد أن تهون عليه سكرات الموت فليُكثر من زيارة الحسين عليه السلام,<[5]و>من أراد الله به الخير قَذَفَ في قلبه حُبَّ الحسين عليه السلام وحبَّ زيارته،» و«من أراد الله به السوء قذف في قلبه بُغض الحسين عليه السلام وبغض زيارته.»[6] و«من أتى الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كتبه الله في أعلى علّيين.»[7]

وعن عبدالله بن بكير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «يا بن بكير, إنّ الله اختار من بقاع الأرض ستّة: البيت الحرام، ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقاتل الشهداء والمساجد الّتي يذكر فيها اسم الله.يا بن بكير, هل تدري ما لِمَن زار قبر أبي عبد الله عليه السلام إذ جهله الجاهل؟ ما من صباح إلاّ وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي: يا باغيَ الخير أقبل إلى خالصة الله ترحلْ بالكرامة وتأمن الندامة. يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلاّ الثقلين، ولا يبقى في الأرض مَلَك من الحفظة إلاّ عطف الله إليه عند رقاد العباد حتى يسبّح اللهَ عنده، ويسأل اللهَ الرضا عنده، ولا يبقى ملك في الهواء يسمع الصوت إلاّ أجاب بالتقديس لله، فتشتدّ أصوات الملائكة فتجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتد أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتّى تبلغ أهل السماء السابعة، فيسمع أصواتهم النبيّون فيترحّمون ويصلّون على الحسين عليه السلام ويدعون لمن أتاه.»

وعنه عليه السلام أنه مَن أراد مجاورة رسول الله صلى الله عليه وآله وعليّاً وفاطمةعليها السلام فلا يدع زيارة الحسين عليه السلام.
[8] وكذلك: فإن فاطمة تحضر زوّار الحسين عليه السلام وتستغفر لهم,[9] كما دعا عليه السلام إلى زيارة قبر الحسين عليه السلام فإنّه سيّد الشهداء[10] وقال عليه السلام: «زورا الحسين عليه السلام ولو كلّ سنةٍ،فإنّ كلَّ مَن أتاه عارفاً بحقه غيرَ جاحدٍ لم يكن له عوضٌ غير الجنّة، ورُزق رزقاً واسعاً، وأتاه الله بفرجٍ عاجلٍ. إنّ الله وكَّلَ بقبر الحسين بن علي عليه السلام أربعةَآلاف ملكٍ، كلّهم يبكونه ويشيّعون مَن زاره إلى أهله، فإنْ مرض عادوه، وإن مات شهدوا جنازته بالاستغفار له والترحّم عليه.»[11]

وفي الأثر أيضاً: «إنّ قبر الحسين عليه السلام روضة من رياض الجنة، فليس من مَلَكٍ مقرّبٍ ولا نبيٍّ مرسلٍ إلاّ وهو يسأل الله أن يزوره؛ فَفَوجٌ يهبط وفوجٌ يصعد.»[12]

وعن محمد بن مسلم قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام: «هل تأتي قبر الحسين عليه السلام؟» قلت: «نعم, على خوفٍ ووجلٍ.» فقال: «ما كان من هذا أشدَّ فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لربِّ العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسلّمت عليه الملائكةُ، وزاره النبي صلى الله عليه وآله ودعا له، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء، واتّبع رضوان الله.»[13]

وعن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام:«ما تقول فيمَن زار أباك على خوف؟» قال: «يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر، وتلقاه الملائكة بالبشارة، ويقال له: لا تخف ولا تحزن، هذا يومك الّذي فيه فوزُك.»[14]

وعن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: «يا معاوية، لا تدعْ زيارة الحسين لخوفٍ، فإنَّ مَن تركه رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده. أما تحبُّ أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلى الله عليه وآله وعليٌّ وفاطمة والأئمّة عليهم السلام؟»[15]

يقول عبد الله بن بكير: قلت لأبي عبد الله: «إنّي أنزل الأرجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك، فإذا خرجت فقلبي مشفقٌ وجلٌ حتّى أرجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المصالح.» فقال: "يا بن بكير، أما تحبّ أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنّه مَن خاف لخوفنا أظلّه الله في ظلّ عرشه، وكان محدّثه الحسين عليه السلام تحت العرش، وأمّنه الله من أفزاع القيامة؟ يفزع الناسُ ولا يفزع، فإنْ فزع وقَّرَتْه الملائكةُ وسكّنت قلبه بالبشارة.»[16]

يقول ابن الصباغ المالكي بأنّ جسد الحسين عليه السلام دُفن في كربلاء بالعراق، ومشهده بات معروفاً في هذه البلدة، يزوره القاصي والداني[17].

لذلك فإنّ من أصول الزيارة للإمام الحسين عليه السلام والثواب الّذي يُرتجى منها هو الإخلاص ومعرفة الإمام عليه السلام حقّ المعرفة والسعي لاتّباعه نظريّاً وعمليّاً.

المصادر:


[1]- المجلسي، بحار الأنوار، ج101، ص73.

[2]- نفسه، ج101، ص72.

[3]- نفسه، ج101، ص6.

[4]- إبن قولويه، >كامل الزيارات<، ص150.

[5]- نفسه.

[6]- نفسه ص142.

[7]- نفسه ص125.

[8]- نفسه ص137.

[9]- نفسه ص118.

[10]- نفسه ص109.

[11]- نفسه ص86.

[12]- المجلسي، بحار الأنوار، ج101، ص61.

[13]- نفسه، ج101،ص127.

[14]- نفسه، ج101، ص10.

[15]- نفسه، ج101، ص9.

[16]- نفسه، ج101،ص11.

[17]- إبن الصبّاغ، الفصول المهمة في معرفة الأئمّة، الفصل المتعلّق بالإمام الحسين عليه السلام.