Logo Logo
زيارة الأربعين في الروايات بين السند والمضمون
زيارة الأربعين في الروايات بين السند والمضمون

زيارة الأربعين في الروايات بين السند والمضمون

زيارة الأربعين في الروايات بين السند والمضمون

في الحديث المعروف عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام، إعتبرت زيارة الأربعين من إحدى علامات المؤمن الخمسة، سواءً كانت الزيارةفيحرمه الطاهر أو عن بُعدٍ؛ والمهمّ فيها كما ورد في الروايات الإلتفات إلى المفاهيم المطروحة في هذه الزيارة.

وقد علّمها الإمام الصادق عليه السلام إلى صفوان بن مهران المعروف بصفوان الجمّال، وأمر بقراءتها يوم الأربعين، ما يدلل على أهميتها وقدرها وعلوّ شأنها.

وأورد نصَّ الزيارة السيّد ابن طاووس في "إقبال الأعمال"، ومحمّد بن جعفر المشهديّ في "المزار الكبير"، والكفعميّ في "المصباح"، والشيخ الطوسيّ في "مصباح المتهجد"، ونقل العلاّمة المجلسي هذه الزيارة في الجزء الثامن والتسعين من "بحار الأنوار" عن "التهذيب" للشيخ الطوسي، ورغم التباين الجزئيّ في بعض الكلمات، إلاّ أنّ ذلك لا يجرح في اعتبارها وأهميّتها،
[1] وقد ذيَّل السيد ابن طاووس في "إقبال الأعمال" زيارة الأربعين بالوداع، وقال إنّه يُقرأ خلف الضريح الطاهر.

ولزيارة الأربعين مضامين عاليةٌ ومفاهيم راقيةٌ، لا بدّ للزائر أن يتأمّل فيها ويتدبّر مضمونَها؛ ولعلَّ من أهمّ ما تحتويه هذه الزيارة ذِكر الهدف من ثورة الإمام الحسين عليه السلام لإزاحة ستار الجهل والغفلة عن البشرية وهدايتها نحو الحقيقة، هذا أوّلاً، وثانياً: إنّ العدو الّذي غرّته الدنيا وغرق في شهواتها هو الّذي باع سعادته الأخرويّة بدنياه؛ وثالثاً: تؤكّد بأن التضحية بالدم ضرورةٌ لهداية المجتمع وتحطيم أجواء الخوف المهيمنة عليه ومكافحة البدع والإنحرافات.

ويمكن القول بأنّ زيارة الأربعين نوع من تجديد الميثاق مع الإمام الحسين عليه السلام وأهل البيت والأئمّة المعصومين عليهم السلام، وإعلان الولاء والوفاء لهم ولنهجهم، والتبرّي من قَتَلتهم وأعدائهم، وممّا يُستلهَم من معرفة فلسفة عاشوراء والثورة الحسينيّة التولّي والتبرّي والإستعداد للتضحية في طريقهم المقدّس والإنخراط في خطّ أهل البيت عليهم السلام ومتابعتهم ونصرتهم، ومعرفة وجوه الحقّ والباطل، وقادة النور والنار، ومسألة الجهاد والشهادة، ومنهج التضحية في سبيل العقيدة والدين.

الزائر الأوّل

ثمّة إجماعٌ تقريباً بين المؤرّخين بأنّ جابر بن عبد الله الأنصاريّ هو أوّل مَن زار قبرَ الإمام الحسين عليه السلام؛ لذلك فإنّ التعريف بهذه الشخصيّة لا تخلو من فائدة.

المصادر:


[1]- موسوعة زيارة المعصومين، مؤسسة الإمام الهادي، ج3، ص924.